السبت، 1 مارس 2014

مرض السكر عند الاطفال

مرض السكر عند الاطفال


يعتبر المرض في معظم وجوهه حالة قدرية لا نملك دفعها عن أنفسنا أو عمن حولنا وداء السكري هو أحد هذه الأمراض التي قد تشكل للمصاب ولمن حوله ما يشبه الأزمة وتجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم.

وإذا كان الحديث عن سكري الأطفال فلابد هنا من الأخذ بجملة من الاحتياطات التي تمكن الأهل من إحكام المراقبة وتنظيم الحياة اليومية للطفل بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن أبناء جيله، وأن عليه التأقلم مع هذا المرض وتقوية عزيمته للتعايش معه.
ينشأ مرض السكري نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الغلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا ومدها بالطاقة المحولة من الطعام ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه.

الداء موجود والأسباب مجهولة
إذا كان داء السكري سواء لدى الكبار أو الأطفال ينشأ بسبب تعرض خلايا البنكرياس للضرر فإن أسباب هذا الضرر لم تعرف بعد، وإن أبدى العلماء العديد من النظريات لتفسير هذا العطل ومنها:
ـ عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، ولكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضًا لخلايا «بيتا» في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب.
ـ عامل الالتهابات: وتقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، وعادة ما تكون فيروسًا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة.
ـ عامل الوراثة: ويؤدي هذا العامل دورًا ليس كبيرًا، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معًا مصاب بالسكر ولكنه لا يزيد على نسبة 10% وتزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%.
أهم الأعراض:
التبول اللاإرادي
يتراكم السكر في الدم بدرجة كبيرة ويبدأ الخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدًا معينًا.
وعند خروج البول يكون كالإسفنجة بسحبه قدرًا كبيرًا من الماء، ولذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر وبكميات كبيرة. والملاحظ عند الأطفال أنهم قد يبدأون بالتبول اللاإرادي وهم نائمون. وإذا استمرت هذه العملية دون علاج فإن أعراض الجفاف قد تظهر عند المريض.
وبما أن الخلايا قد حرمت من التغذية وأصيبت بالمجاعة فإنها تبحث عن مصدر آخر للغذاء، وليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها، ليشعر الطفل بالإرهاق الشديد والتعب كما يفقد قدرًا من الوزن، وقد يشعر أيضًا بالصداع والدوار ومن ثم القيء، إذ تفرز الخلية بعد استخدامها للدهنيات مواد حامضة «أسيتون» أو «الكيتون» تنتشر في الدم وتسبب زيادة في حموضة الدم وتؤدي إلى القيء ومن ثم الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة إن لم يعالج في الحال.

يجب أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بداء السكري طبيعية جدًا، إذ إن الصحة النفسية للطفل تعتمد نوعًا ما على نوعية انفعال الوالدين ومداه وآلية تربيتهم وعلى الوالدين تجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، لأن هذا يوجد لديه نوعًا من التوتر النفسي. بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه وبيننا جوًا من الود والتفاهم. فتعامل الأهل وكذلك الفريق المعالج يعتبر من الأركان الأساسية للتحكم والتعايش بأمان مع السكري.

نصيحة: إن معظم النباتات التي تستعمل لعلاج السكر بواسطة الأطباء الشعبيين والعطارين كالحنظل والمر والزعتر وغيرها تحتوي على مواد تخفض نسبة السكر في الدم وتحتوي كذلك على مضار جانبية كثيرة لذا ننصح بعدم استعمالها وخصوصًا للأطفال.
تحليل السكر في المنزل
تحليل نسبة السكر في المنزل من الأمور المهمة في العلاج حيث يقوم المريض بتدوين النتائج في جدول خاص به.
النسبة الطبيعية للسكر بالدم:
قبل الأكل:
من80 ملج إلى 120 ملج/ دسلتر
من 4 مليمولات إلى 6 مليمولات / لتر
بعد الأكل بساعتين أو خلال الليل:
من140 ملج إلى 200 ملج / دسلتر
من 7 مليمولات إلى 10 مليمولات/ لتر
أهمية هذا التحليل: أنه يقلل المضاعفات المزمنة، والكشف المبكر عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر. وأيضًا المساعدة على استقرار نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنه يساعد على تحديد طرق العلاج وجرعات الأنسولين.
http://www.facebook.com/tharwat.rady

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلانات